تعتبر البطاقات الصفراء والحمراء في كرة القدم هي أدوات تستخدم لتنظيم اللعبة وضمان الانضباط بين اللاعبين، ويتم استخدامها من قبل الحكام لمعاقبة اللاعبين الذين يخالفون القواعد.
ساعدت البطاقات الملونة في تحسين سلوك اللاعبين وزيادة انضباطهم داخل الملعب، وأجريت تعديلات على قواعد استخدامها بما في ذلك تحديثات على قواعد الفيفا وقوانين اللعبة الصادرة عن المجلس الدولي لكرة القدم.
كما في الكرة الحديثة أصبحت البطاقات الملونة جزءًا من الاستراتيجية التكتيكية للفرق، حيث يمكن أن يؤدي فقدان لاعب بسبب البطاقة الحمراء إلى تغيير مجرى المباراة بشكل كامل.
تعود فكرة استخدام البطاقات الملونة في كرة القدم إلى الحكم الإنجليزي "كين أستون"، عندما تم استدعائه للتحكيم في كأس العالم 1966، واجه مشكلة في التواصل مع اللاعبين لإبلاغهم بالعقوبات الموقعة ضده في المباراة، بسبب اختلاف اللغات، مما أدى إلى اقتراح نظام يعتمد على الإشارات البصرية الواضحة.
واستوحى كين أستون نظام البطاقات الملونة واختار اللونين الأصفر والأحمر من فكرة إشارات المرور، حيث اعتبر أن اللون الأصفر بمثابة تحذير للاعب، بينما اللون الأحمر يعني أن تصرفك مرفوض وأن عليك مغادرة الملعب وبدأ العمل من أجل تطبيق فكرته.
بدأ استخدام البطاقات الملونة بشكل تجريبي في دورة الألعاب الأولمبية بالمكسيك 1968، وكانت الفكرة جيدة من جانب كين أستون، ووافق الاتحاد الدولي لكرة القدم على تطبيقها في 1969 وتحديداً في 20 سبتمبر.
وبدأ الاستخدام الفعلي للبطاقات الصفراء والحمراء في كأس العالم 1970 بالمكسيك، والتي فازت بها البرازيل، والغريب أن هذه النسخة لم تشهد أي حالة طرد فقط تم استخدام البطاقات الصفراء.
شهدت بطولة كأس العالم 1974 أول حالة طرد بالبطاقة الحمراء في تاريخ مباريات المونديال، عندما تلقى اللاعب التشيلي كارلوس كاسيلي أول بطاقة حمراء في تاريخ البطولة، بعد أن تم طرده في المباراة التي جمعت منتخب بلاده بألمانيا الغربية.
وتلقى كارلوس كاسيلى لاعب خط وسط تشيلى بطاقة صفراء في الدقيقة 13 من عمر المباراة، قبل بطاقة جديدة في الدقيقة السابعة والستين، تسببت في إشهار الحكم التركي دودجان باباكان أول بطاقة حمراء في تاريخ مباريات كأس العالم له.
يعد الكولومبي جيراردو بيدويا، الأكثر حصولًا على بطاقات حمراء في التاريخ وحصل على 50 بطاقة حمراء في مشواره الكروي، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لا يعد أكثر لاعب حصولا على بطاقات حمراء في كأس العالم، كما أن بيدويا تعرّض إلى الطرد من الملعب كذلك بعد اعتزال الكرة وبدء المسيرة التدريبية.
