شهدت مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز، على ملعب أنفيلد، أحداثًا مثيرة منذ الدقيقة الأولى، بعدما أحرز يونايتد هدفًا سريعًا أثار الجدل بسبب إصابة لاعب ليفربول أليكسيس ماك أليستر في الرأس قبل تسجيله، وسط اعتراضات من لاعبي ومدرب الريدز على قرار الحكم بعدم إيقاف اللعب.
لم تمر سوى 62 ثانية على انطلاق المباراة حتى فاجأ الكاميروني برايان مبيومو جماهير أنفيلد بتسجيل هدف التقدم لصالح مانشستر يونايتد.
وجاء الهدف بعد تمريرة متقنة من أماد ديالو، مستغلاً حالة ارتباك في وسط ملعب ليفربول، عقب التحام جوي بين ماك أليستر وزميله فيرجيل فان دايك في منتصف الميدان.
سقط ماك أليستر متأثرًا بالإصابة في الرأس، لكن الحكم مايكل أوليفر لم يوقف اللعب، ليستمر الهجوم ويترجم يونايتد الفرصة إلى هدف مبكر في شباك الحارس جيورجي مامارداشفيلي.
على خط التماس، ظهر مدرب ليفربول أرن سلوت في حالة غضب واضحة، مطالبًا بإلغاء الهدف بدعوى أن أحد لاعبيه كان مصابًا في الرأس أثناء استمرار اللعب.
كما احتجّ لاعبو ليفربول على الحكم أوليفر، معتبرين أن القرار خالف الأعراف السائدة في حالات إصابات الرأس، حيث جرت العادة على إيقاف المباراة فورًا حفاظًا على سلامة اللاعب.
احتاج ماك أليستر إلى علاج طويل داخل الملعب قبل أن يُكمل اللقاء واضعًا واقيًا طبّيًا يشبه القبعة لتغطية موضع الإصابة، ما زاد من تعاطف الجماهير معه.
وفق لوائح الدوري الإنجليزي الممتاز، يملك الحكم سلطة تقديرية في إيقاف اللعب عند الاشتباه في إصابة بالرأس.
وجاء في البروتوكول الرسمي: “في حال وجود اشتباه بإصابة في الرأس، يحق للحكم إيقاف المباراة فورًا لدخول الطاقم الطبي، لكن لا يُلزم القانون بضرورة إيقاف اللعب في كل الحالات”.
أما مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB)، الذي يضع القوانين المنظمة للعبة، فيؤكد أن الحكم يوقف اللعب فقط في حال كانت الإصابة خطيرة وواضحة أمامه.
وفي هذه الواقعة، لم يتدخل حكم الفيديو المساعد (VAR) لعدم وجود مخالفة تستدعي المراجعة، خصوصًا أن التصادم كان بين لاعبين من الفريق نفسه.
بعد الهدف، حاول ليفربول استعادة توازنه تدريجيًا عبر الضغط العالي والاستحواذ، فيما تمركز يونايتد في مناطقه معتمدًا على الهجمات المرتدة السريعة.
اقترب محمد صلاح وداروين نونيز من التسجيل في أكثر من مناسبة، لكن تألق الحارس مامارداشفيلي حال دون تعديل النتيجة.
في الشوط الثاني، عادل ليفربول الكفة عبر كودي جاكبو في الدقيقة 78، غير أن مانشستر يونايتد خطف الفوز في الدقيقة 84 برأسية من هاري ماغواير، ليقود فريقه إلى أول انتصار في أنفيلد منذ عام 2016.
أثار قرار الحكم جدلاً واسعًا بين الجماهير وخبراء التحكيم في الصحف البريطانية.
صحيفة The Sun أشارت إلى أن ماك أليستر كان بحاجة إلى تدخل فوري، وأن استمرار اللعب يعكس “ثغرة في بروتوكولات إصابات الرأس”.
بينما أوضحت TalkSport أن لجنة الحكام في الدوري الإنجليزي ستراجع الواقعة ضمن التقرير الرسمي للمباراة، دون أن تشير إلى وجود خطأ تحكيمي واضح.
أما Reuters وSky Sports فأكدتا أن الواقعة قد تدفع الاتحاد الإنجليزي إلى إعادة النظر في آلية التعامل مع إصابات الرأس لضمان سلامة اللاعبين مستقبلًا.
يُعيد الجدل حول إصابة ماك أليستر النقاش حول أولوية السلامة في كرة القدم الحديثة.
ففي ظل التطور السريع في الوعي الطبي، تطالب منظمات اللاعبين بضرورة تطبيق قاعدة الإيقاف الفوري في أي حالة اشتباه بإصابة دماغية، خصوصًا مع تزايد الدراسات التي تربط الصدمات المتكررة بالمخاطر العصبية طويلة المدى.
ويبدو أن الدوري الإنجليزي سيواجه ضغوطًا متزايدة لتحديث اللوائح وتوضيح مسؤوليات الحكام في مثل هذه الحالات مستقبلاً.
انتهت القمة بفوز ثمين لمانشستر يونايتد على حساب ليفربول، لكنّها تركت وراءها قضية أكبر من النتيجة.
إصابة الرأس التي سبقت الهدف الأول أعادت إلى الواجهة ملف سلامة اللاعبين في الملاعب الإنجليزية، لتصبح هذه الواقعة نقطة تحوّل في نقاش مستمر بين الرياضة والطب والتحكيم.
