
في سوق انتقالات صيفية مشتعلة، كان ألكسندر إيزاك نجم نيوكاسل يونايتد أحد أبرز الأسماء المطروحة على طاولة كبار الدوري الإنجليزي الممتاز، وعلى رأسهم نادي آرسنال الباحث عن تعزيز خطه الهجومي.
لكن في تحول غير متوقع، صرف النادي اللندني النظر عن المهاجم السويدي رغم قدراته الفنية العالية، وفضّل إتمام صفقة مواطنه فيكتور جيوكيريس، هدّاف سبورتينغ لشبونة.
فما الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار؟ وهل فضّل آرسنال الأمان البدني والتهديفي على خبرة الدوري الإنجليزي؟
السبب الأول: الشكوك حول جاهزية إيزاك البدنية
بحسب مصادر شبكة ESPN، فإن إدارة آرسنال أبدت "عدة شكوك" بشأن قدرة إيزاك على تحمّل ضغط اللعب المستمر طيلة الموسم. رغم تألقه اللافت مع نيوكاسل، إلا أن تاريخه مع الإصابات أثار قلق صناع القرار، خصوصًا عندما تكون الصفقة بقيمة تتجاوز 100 مليون جنيه إسترليني.
وفقًا لبيانات موقع "ترانسفير ماركت"، فقد غاب إيزاك عن تسع مباريات فقط في الموسم الماضي، بسبب إصابة في إصبع القدم وأخرى في الفخذ وأوتار الركبة، وهي إصابات متكررة لم تُطمئن الفريق الطبي في آرسنال.
السبب الثاني: صعوبة التفاوض مع نيوكاسل
جانب آخر حاسم تمثل في موقف نيوكاسل المتشدد من بيع اللاعب، خاصة لمنافس مباشر في سباق اللقب مثل آرسنال. رغم أن "المدفعجية" كانت تملك ميزانية كافية لتقديم عرض رسمي، بحسب BBC Sport، إلا أن الإدارة رأت أن احتمالية رفض الصفقة من نيوكاسل كانت كبيرة، وبالتالي لا جدوى من إضاعة الوقت في مفاوضات غير مجدية.
البديل: فيكتور جيوكيريس – ماكينة أهداف لا تهدأ
في المقابل، أتم آرسنال تعاقده مع فيكتور جيوكيريس من سبورتينغ لشبونة، في صفقة قد تكون أقل مخاطرة من الناحية البدنية وأكثر ضمانًا من حيث الأرقام. جيوكيريس البالغ من العمر 27 عامًا سجّل 54 هدفًا في جميع المسابقات خلال الموسم الماضي، في إنجاز تهديفي لافت يعكس نجاعة عالية أمام المرمى.
مقارنة إحصائية بين إيزاك وجيوكيريس – موسم 24/25
خاض ألكسندر إيزاك 2,774 دقيقة في الدوري، مقابل 2,804 دقيقة لجيوكيريس، وهي أرقام متقاربة من حيث وقت اللعب. من حيث الفاعلية الهجومية، سجّل إيزاك 23 هدفًا، بينما تفوّق عليه جيوكيريس بتسجيل 39 هدفًا، مما يعكس قدرته العالية على استغلال الفرص.
على مستوى الصناعة، صنع إيزاك 6 تمريرات حاسمة، فيما قدم جيوكيريس 7 تمريرات حاسمة، مما يدل على توازن في الإسهام الجماعي لكلا اللاعبين. أما في معدل التسديدات لكل مباراة، فقد سجّل إيزاك معدل 2.9 تسديدة، مقابل 4.2 تسديدة في كل مباراة لجيوكيريس، مما يعكس جرأته الهجومية الأكبر.
في الكرات الهوائية، تفوّق جيوكيريس أيضًا بمعدل 1.1 كرة هوائية فاز بها في كل مباراة، مقابل 0.8 لإيزاك، وهو ما يعكس الأفضلية البدنية للمهاجم الجديد لآرسنال. كما قدّم جيوكيريس 1.9 تمريرة مفتاحية في المباراة الواحدة، مقارنة بـ1.2 تمريرة فقط لإيزاك.
من ناحية المراوغات، بلغ معدل مراوغات إيزاك 1.2 في كل مباراة، مقابل 1.8 لجيوكيريس، مما يدل على مرونة وقدرة أعلى على تجاوز المدافعين. أما التقييم العام من حيث الأداء الشامل، فقد حصل إيزاك على تقييم 7.30، في حين حقق جيوكيريس تقييمًا مميزًا بلغ 8.08، ليؤكد تفوقه العام في مختلف الجوانب الهجومية.
رغم أن إيزاك يُعدّ أحد أفضل المهاجمين من حيث الإمكانيات والخبرة في الدوري الإنجليزي، إلا أن أرقام جيوكيريس المتفوقة في معظم المؤشرات الهجومية كانت حاسمة في ترجيح كفة الصفقة.
اختيار آرسنال التخلي عن فكرة التعاقد مع ألكسندر إيزاك لم يكن قرارًا عاطفيًا، بل نتيجة تحليل دقيق يجمع بين المعطيات البدنية، الاقتصادية، والفنية. وبينما قد يحمل جيوكيريس مفاجآت جديدة في البريميرليغ، فإن الوقت وحده كفيل بإثبات ما إذا كان أرتيتا قد راهن على الحصان الرابح.