تعد ظاهرة السحر والشعوذة جزءًا أساسيًا من الثقافة الشعبية في عالم كرة القدم، وخاصة الكرة المصرية حيث تتعدد الأحاديث حول استخدامها في تغيير نتائج المباريات أو الإصابات المفاجئة التي يتعرض لها اللاعبين.
وشهدت الساعات الماضية مفاجأة مدوية بعدما كشف أحد عمال المقابر عن عثوره على ورقة مكتوب بها بعض الطلاسم وكلمة "مرض" وصورة لـ مؤمن زكريا لاعب الأهلي السابق وزوجته بجوار أحد المقابر، في الوقت الذي يعاني اللاعب فيه من مرض نادر أبعده عن الملاعب طيلة السنوات الماضية.
أحد أبرز المواقف يأتي من المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك السابق، الذي اتهم أطرافًا عدة باستخدام السحر بعد تعادل فريقه السلبي أمام الإنتاج الحربي عام 2019. قال منصور: "الشبكة مقفلة بالسحر"، مشيرًا إلى تأثير هذه الظاهرة على أداء لاعبيه. تعكس هذه التصريحات مشاعر الإحباط التي يعيشها الفريق، وتظهر كيف يمكن أن تصبح فكرة السحر تبريرًا للأداء الضعيف.
تتوالى الاتهامات حول استخدام السحر، حيث اتهم الحارس عصام الحضري بامتلاك قوى سحرية تمنع الكرة من دخول مرماه. كما أشار مرتضى منصور إلى أن "الحسد" كان السبب وراء خسارة فريقه أمام النجم الساحلي. وفي عام 2015، اتهم النادي الأهلي بالفوز في مباراة القمة بالسحر والشعوذة.
إبراهيم حسن، مدير الكرة في نادي الزمالك، سبق أن ألقى باللوم على السحر في تعثر الفريق أمام الجونة، مؤكدًا على وجود دلائل سحرية في تصرفات بعض الخصوم. تكشف هذه التصريحات كيف أصبحت فكرة السحر جزءًا من الثقافة الكروية المصرية.
لم يسلم نادي المصري من اتهامات السحر، حيث أشار الراحل سيد متولي إلى أن تراجع نتائج فريقه يعود للسحر الأسود، مشيرًا إلى تعرض لاعبيه لقوى خارقة تؤدي إلى إهدار الفرص. تعكس هذه التصريحات مدى تأثير السحر في التفكير الرياضي.
لاعب الأهلي السابق، عبد الحميد حسن، أشار إلى إمكانية استخدام شخص ما للسحر لتسبب إصابات لاعبي الأهلي. في ظل الإصابات المتكررة، تساءل عن ما إذا كانت هناك أعمال سحرية تستهدف اللاعبين.
في السياق الإفريقي، تعتبر ممارسات السحر جزءًا من الثقافة الرياضية. حيث تروج بعض الأندية الإفريقية لممارسات سحرية خلال المباريات، رغم عدم وجود دليل قاطع على استخدامها. وتظل الحجة الشائعة هي "الحسد"، مما يزيد من تعقيد الأمور.
في عام 2011، عاد إبراهيم حسن ليؤكد أن السحر يؤثر على أداء الزمالك، حيث ربط بين الإصابات وهدر الفرص وبين استخدام أعمال سحرية ضد فريقه.
في واقعة مثيرة، اتهم مرتضى منصور رجلًا يدعى رجب بحة بأنه يقوم بأعمال سحرية لتعطيل مسيرة الزمالك، مما أثار سخرية جماهير النادي. وقد نفى رجب بحة علاقته بالسحر، مما زاد من السخرية.
أحمد حسام ميدو، في تصريحات تلفزيونية، أثار الجدل حول وجود أسباب غير طبيعية وراء إصابات لاعبي الأهلي، واستشهد ميدو بموقف سابق عندما كان منتخب مصر على موعد مع مواجهة قوية مع المغرب، حيث قال: "منذ أكثر من 21 عامًا، طلب محمود الجوهري من الحكومة المصرية سفر شخص مع البعثة 'لفك السحر'، وفوجئت في هذه المباراة كان هناك شخص موجود معنا لا نعرفه".
تشكل ظاهرة السحر والشعوذة في كرة القدم المصرية موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث تعكس المعتقدات الشعبية كيفية تأثيرها على الأداء والنتائج. تبقى هذه الظاهرة جزءًا من النقاشات المستمرة بين الجماهير واللاعبين، مما يزيد من تعقيد الجوانب النفسية للعبة.
