في زمن أصبحت فيه كرة القدم أكثر من مجرد لعبة، تحوّلت سوق الانتقالات إلى حلبة استثمار ضخمة، تتبارى فيها الأندية لتحقيق أكبر العوائد من بيع لاعبيها. وفي الدوري الإنجليزي الممتاز، لم تعد الصفقة الناجحة تقاس فقط بعدد الأهداف، بل بحجم الأرباح.
من كوتينيو إلى كايسيدو، ومن رونالدو إلى فان دايك، شهدت الكرة الإنجليزية صفقات بيع حققت لأنديتها مئات الملايين، بعضها جاء من كبار الليغا، والآخر من منافسين محليين لا يرحمون. فمَن تصدّر قائمة الأرباح؟ وكيف استطاعت بعض الأندية المتوسطة أن تُسجّل أرقامًا تفوق حتى كبار القوم؟
شهد الدوري الإنجليزي الممتاز طفرة في الذكاء الاستثماري داخل سوق الانتقالات، حيث لم تعد الأندية تسعى فقط لتعزيز تشكيلاتها على المدى القصير، بل باتت تنظر بعين تجارية بعيدة المدى نحو اللاعبين، من خلال بيعهم لاحقًا بأرباح هائلة، مدفوعة بقواعد اللعب المالي النظيف (UEFA) ومتطلبات الربحية والاستدامة.
وتُعد صفقة فيليب كوتينيو من ليفربول إلى برشلونة في موسم 2017/2018 الأبرز على الإطلاق، حيث جنى "الريدز" أرباحًا خيالية تُقدّر بـ122 مليون يورو بعد شراء اللاعب بـ13 مليونًا فقط قبل خمس سنوات من بيعه.
والمثير أن خمسة من بين أكبر عشرة أرباح شهدها الدوري الإنجليزي جاءت عبر بيع لاعبين إلى ريال مدريد أو برشلونة، ومن أبرزهم كريستيانو رونالدو، إيدين هازارد، غاريث بيل، ولويس سواريز. وقد حقق ليفربول وحده 177 مليون يورو من نظيريه الإسبانيين خلال ثلاث سنوات فقط.
لكن الأرباح الكبرى لم تقتصر على الصفقات الخارجية، فهناك صفقات داخلية بين أندية الدوري الإنجليزي تفوقت بدورها. صفقة مويسيس كايسيدو من برايتون إلى تشيلسي احتلت المركز الثاني كأعلى ربح في تاريخ الدوري الإنجليزي بقيمة 87.8 مليون يورو. أما ليستر سيتي فكان نجمًا اقتصاديًا بامتياز، حيث حقق 186 مليون يورو من بيع ثلاثة لاعبين فقط: ماجواير، محرز، وفوفانا.
كما سجلت بورنموث حضورًا قويًا بفضل صفقة دين هويسن، التي حققت للنادي أرباحًا بلغت 42.9 مليون يورو بعد بيعه لريال مدريد. وواصل النادي نجاحاته مع صفقة دومينيك سولانكي إلى توتنهام، محققًا 43.1 مليون يورو أخرى.
من جانب آخر، جنت ساوثهامبتون 70 مليون يورو من صفقة فان دايك إلى ليفربول، بينما حقق إيفرتون أرباحًا ضخمة بفضل بيع لوكاكو وستانز.
كل هذه الأرقام تكشف أن الفرق "الصغيرة" والمتوسطة أصبحت تجيد الاستثمار في اللاعبين، لتصطاد الأرباح من الأندية الكبرى، وخاصة "الستة الكبار" الذين لا يترددون في الدفع بسخاء مقابل النجوم الصاعدين.
