جذبت موهبة صالح جمعة أنظار وأذهان الجميع من جماهير ولاعبين و مدربين أيضاً، منذ الوهلة الأولى التي ظهر فيها داخل المستطيل الأخضر.
على مرور الأجيال، يظهر لاعبين ذات قدرات وإمكانيات عالية، تتنبأ لهم الجماهير أنها ستكون من أحد أساطير كرة القدم، وذلك ما انطبق على صالح جمعه منذ ظهوره الأول ولكن.
أكد صالح جمعة على أن الأساطير لا تكون بالموهبة والقدرات الفنية والبدنية، بل هناك عوامل كثيرة أخرى تتكون منها أساطير كرة القدم، وهي ما فقدها اللاعب الذي أصبح "موهبة بلا احترافية".
صالح جمعة موهبة كروية مميزة تلألأت في سن صغير، كما أنه أطلق عليه لقب "المعلم" مبكراً، بسبب قدارته الفنية التي كانت تبدو أنه لاعب مخضرم له خبرات كثيرة وليس مجرد ناشئ.
بدأ صالح جمعة مشواره الكروي في مركز شباب عرب الحصن، قبل أن يخطفه نادي إنبي، ومنه إلى الأهلي الذي ضمه في موسم 2015-2016، بعد تجربته الاحترافية القصيرة في الدوري البرتغالي.
ولمعت موهبة صالح جمعة في الأهلي، كما انه أصبح حينها أفضل لاعب في مصر، وتم ذكر اسمه وسط الكبار لفترة طويلة، حتى بدأت نكسته في عدم الالتزام.
ارتدى صالح جمعة قميص "22" مع النادي الأهلي، الذي كان يرتديه أحد أساطير كرة القدم المصرية محمد أبو تريكة، وأصبح رقم واحد في مركزة.
نال نجم الأهلي السابق، إعجاب الجميع ومساندتهم إلى أنه فشل في استغلال طوق النجاة، وأثبت سريعاً بأن الموهبة وحدها لا تكفي.
وقتل صالح جمعة، موهبته بعدم التزامه واحترافيته، مد له الكثير يد العون، التي كانت ترغب في انتشاله من السقوط بقاع الأزمات التي أنهته بالكامل، ولكن ظل منغمساً حتى دفنت أسطورة كانت يرغبها الجميع.
عدم الالتزام ، عدم حضور التدريبات، السهر ليلاً، صور اللاعب في الملاهي الليلية، تدهور القوة البدنية، وانخفاض المستوى، جميع هذه الأزمات، هي من دفنت أسطورة صالح جمعة قبل نشأتها، جميهم من جعلته "موهبة بلا احترافية".
قام الأهلي بالاستغناء عن اللاعب بعد محاولات كثيرة لانقاذه من هذا القاع الذي يسحبه رويداً رويداً، حيث قال له أحد المدربين حينها "لا ينقذك سوى نفسك".
وفي عام 2018، انتقل صالح جمعة لنادي الفيصلي السعودي، إلا أنه كرر نفس السيناريو الحزين الذي أجبر النادي السعودي الإطاحة به، وذلك ما حدث معه أيضاً مع منتخب مصر تحت قيادة هيكتور كوبر.
وباتت تجارب صالح جمعة مع الأندية بعد ذلك من سيراميكا كليوباترا والإسماعيلي الذي فسخ تعاقده معه بالتراضي خلال الساعات الماضية، ما هي إلا محطات لخيبات الأمل، ليس للاعب فقط، بل من كان يراه أسطورة وما هو إلا "موهبة بلا احترافية".
صالح جمعة صاحب الـ 30 عاماً، خاض 191 مباراة خلال مشواره سجل خلالهم 16 هدفا وصنع 31 هدفا، بجانب لعبه 14 مباراة فقط مع منتخب مصر.