
مع انطلاق موسم جديد من الدوري الإنجليزي الممتاز، تعود مجددًا "دوامة المدربين" التي تُعدّ سمة أساسية للمسابقة الأكثر تنافسية في العالم. ففي بيئة لا ترحم، حيث تُقاس النتائج بالأرقام فقط، يصبح هامش الخطأ ضيقًا للغاية، مما يضع العديد من المدربين أمام اختبارات حاسمة قد تحدد مستقبلهم.
رغم أن بعض الأندية نجحت في ترسيخ استقرارها الفني مثل ليفربول ومانشستر سيتي، فإن أندية أخرى تعيش على وقع الضغوط المتزايدة والتساؤلات حول جدوى استمرار مدربيها، بدءًا من صراع الهبوط وحتى المنافسة على اللقب.
في قمة الاستقرار، يقف الهولندي آرن سلوت مدرب ليفربول، الذي حصد لقب الدوري في موسمه الأول، ليمنحه ذلك مكانة آمنة وسط دعم جماهيري وإداري استثنائي. إلى جانبه، يظل الإسباني بيب جوارديولا في مانشستر سيتي بعيدًا عن شبح الإقالة رغم موسم صعب، مدعومًا بإنفاق ضخم وصفقات جديدة تُعيد الحيوية للفريق.
الألماني أوليفر جلاسنر صنع التاريخ مع كريستال بالاس بالفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي، ما جعله يحظى بدعم إداري كامل. أما إيدي هاو في نيوكاسل فقد منح الجماهير لقب كأس كاراباو وعودة إلى دوري الأبطال، ليعزز مكانته كأحد أبرز مدربي الدوري.
في أرسنال، لا يزال ميكيل أرتيتا تحت الضغط بعد فشل متكرر في حصد لقب الدوري رغم الاستثمارات الكبيرة، فيما نجح أوناي إيمري في إعادة أستون فيلا للمنافسة الأوروبية لكنه يدرك أن سقف الطموحات يرتفع بسرعة.
أما في تشيلسي، فإن إنزو ماريسكا يبقى تحت المجهر رغم التتويج بكأس العالم للأندية، في ظل تاريخ إدارة لا تعرف الصبر.
في المقابل، يواجه البرتغالي روبن أموريم بداية كارثية مع مانشستر يونايتد، إذ لم يُقنع جماهير أولد ترافورد بعد ستة أشهر صعبة. أما غراهام بوتر مع وست هام، فيُعتبر على رأس قائمة المرشحين للإقالة بعد بداية كارثية وهزيمة ثقيلة أمام سندرلاند، ما جعله في مرمى الانتقادات من جماهير وإدارة النادي.
ومع اشتداد المنافسة واتساع الفجوة بين طموحات الأندية وواقع الأداء، تبدو الأسابيع المقبلة حاسمة لعدد من المدربين. فبينما يواصل البعض كتابة فصول جديدة من النجاح، يقف آخرون على حافة الخطر بانتظار صافرة النهاية التي قد تعلن إقالتهم.
بين أمان سلوت وجوارديولا، وتألق جلاسنر وهاو، وضغوط أرتيتا وماريسكا، ومعاناة أموريم وبوتر، يبقى الدوري الإنجليزي الممتاز مسرحًا لا يرحم المدربين، حيث لا صوت يعلو فوق صوت النتائج.