

تنطلق نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب وسط مشاركة 6 منتخبات عربية تدخل المنافسة بطموحات متفاوتة، ما بين السعي الصريح للتتويج، والرغبة في الذهاب لأبعد نقطة ممكنة، في نسخة تُعد من بين الأقوى على الإطلاق.
وبينما اختلفت ترشيحات حاسوب «أوبتا» والذكاء الاصطناعي حول هوية البطل، ما بين أفضلية للمغرب ومصر والجزائر من جهة، وترجيح كفة السنغال من جهة أخرى، تبقى أرض الملعب الفيصل الحقيقي. ومن هنا، يقدم «واتس كورة» قراءة فنية واقعية لحظوظ المنتخبات العربية بعيدًا عن الأرقام الافتراضية.
المغرب.. فرصة تاريخية على أرضه
يدخل منتخب المغرب البطولة بصفته صاحب الأرض والجمهور وأحد أبرز المرشحين للقب، بعد سنوات من التطور اللافت culminated بإنجاز المركز الرابع في مونديال قطر 2022.
المنتخب المغربي، المتوَّج باللقب مرة واحدة عام 1976، يعيش تحت ضغط انتظار دام 49 عامًا، وهو ما يضع المدرب وليد الركراكي أمام مسؤولية تاريخية.
ويمتلك «أسود الأطلس» مجموعة من المحترفين في أكبر الدوريات الأوروبية، ويُطالبون باستعادة الروح المونديالية والتوازن الذهني، خاصة أن أي إخفاق قد يُعد ضربة لمشروع كروي ناجح حصد 11 لقبًا قاريًا ودوليًا منذ 2022.
المغرب يتصدر قائمة المنتخبات العربية المرشحة للتتويج.
مصر.. تاريخ لا يغيب عن الحسابات
يظل منتخب مصر الرقم الأصعب أفريقيًا، كونه الأكثر تتويجًا باللقب برصيد 7 بطولات، رغم أن الكأس استعصت عليه منذ 2010.
الفراعنة، بقيادة محمد صلاح، حلّوا وصيفًا في نسختي 2017 و2021، ويخوضون نسخة 2025 بعقلية الباحث عن استعادة المجد لا الاتكاء على التاريخ.
ويقع المنتخب المصري في مجموعة تتطلب الانضباط والسيطرة أكثر من الاستعراض، وهي ظروف لطالما برع فيها، ما يجعله مرشحًا قويًا للمنافسة على اللقب، ويحتل المركز الثاني عربيًا في سباق الترشيحات.
الجزائر.. بحث عن عودة الكبار
يسعى منتخب الجزائر لتصحيح مساره بعد خيبتين متتاليتين بالخروج من الدور الأول في آخر نسختين.
الخضر، أبطال إفريقيا 1990 و2019، يمتلكون مزيجًا من الخبرة والطموح، مع أسماء قادرة على صناعة الفارق، أبرزها محمد الأمين عمورة.
التاريخ يقف في صف الجزائر عندما تُقام البطولة في شمال إفريقيا، ومع مجموعة متوازنة، تبدو كتيبة بيتكوفيتش مرشحة للذهاب بعيدًا، وتنافس مصر بقوة على المركز الثاني عربيًا.
تونس.. الحصان الأسود المحتمل
يدخل منتخب تونس البطولة بطموح إنهاء انتظار دام 22 عامًا منذ لقب 2004.
ورغم خيبة نسخة كوت ديفوار والخروج من دور المجموعات، فإن «نسور قرطاج» يستمدون ثقة كبيرة من مشوارهم المميز في تصفيات مونديال 2026.
ويقع المنتخب التونسي في مجموعة قوية تضم نيجيريا، ما يجعل التأهل اختبارًا حقيقيًا، لكن المراقبين يرون فيه أحد الأحصنة السوداء القادرة على مفاجأة الجميع، ويحتل المركز الثالث بين العرب المرشحين.
السودان.. كرة قدم في وجه الحرب
يشارك منتخب السودان بطموح يتجاوز المستطيل الأخضر، إذ يسعى لرسم البسمة على شعبه في ظل ظروف استثنائية.
بطل نسخة 1970، يدخل البطولة من مجموعة صعبة تضم الجزائر وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية، ورغم اللعب خارج أرضه في معظم الاستحقاقات، نجح في إثبات قدرته على المنافسة.
ويراهن كثيرون على إمكانية تحقيق «صقور الجديان» مفاجأة وبلوغ دور الـ16.
جزر القمر.. الحلم المستمر
تخوض جزر القمر البطولة للمرة الثانية في تاريخها، بعد مشاركة أولى لافتة في 2021.
ويؤكد مدربها ستيفانو كوزين أن المنتخب لا يضع سقفًا لطموحاته، معتمدًا على مجموعة من المحترفين في أوروبا والخليج.
ورغم صعوبة المجموعة، قد يكون منتخب جزر القمر أحد مفاجآت النسخة، إذا ما نجح في قلب التوقعات.
خلاصة المشهد
تدخل المنتخبات العربية كأس أمم إفريقيا 2025 بطموحات مختلفة، لكن القاسم المشترك بينها هو الإيمان بإمكانية كتابة فصل جديد من التاريخ، في بطولة لا تعترف إلا بمن يفرض نفسه داخل المستطيل الأخضر.