بعد وفاته.. كيف كانت مسيرة بيرلسكوني المليئة بالفضائح؟

بيرلسكوني
بيرلسكوني
تم النشر في

توفي اليوم رجل الأعمال الإيطالي ورئيس الميلان التاريخي سيلفيو بيرلسكوني عن عمر ينهاز 86 عام، بعد صراع طويل مع المرض. واكدت العديد من الصحف الإيطالية صباح اليوم الخبر الذي وقع كالصدمة على اولاده وعلى عشاق الميلان، حيث كان بيرلسكوني رئيساً للميلان منذ 1986 حتى عام 2017.

ولكن من هو سيلفيو بيرلسكوني وكيف وصل ذلك الرجل الى منصب رئيس الوزراء في ايطاليا؟

ولد بيرلسكوني عام 1936 في ميلان من عائلة ميسورة الحال. اكمل تعليمه بدراسته للحقوق في جامعة ميلان وتخرج منها 1961، دخل عالم الأموال عن طريق المقاولات حيث في اواخر الستينيات انشأ مشروع "ميلانو ديو" الذي يتكون من 4000 وحدة سكنية في ميلان. ولكن، لم يحظى بيرلسكوني بالشعبية الكبيرة حتى اسس شركة "ميديا سيت" في اواخر السبعينات، التي اصبحت اكبر شركة اذاعية في ايطاليا. وفي فبراير من عام 1986 استحوذ بيرلسكوني على الميلان ووعد جمهوره بأن يعيده الى امجاده القديمة، حيث كان الميلان في الثمانينات يمر بفترة عصيبة شهدت هبوطه لدوري الدرجة الثانية مرتين، المرة الأولى كانت بسبب فضيحة الـ"توتونيرو" التي كشفت تلاعب بعض الأندية الإيطالية بنتائج المباريات، والمرة الثانية نتيجةً لضعف الفريق. ثم اسس الحزب اليميني "فورزا ايطاليا" وهو الذي مكنه ان يصبح رئيساً للوزراء في ايطاليا في ثلاث حكومات مختلفة دون ان يضبح وزيراً من قبل، اولهم كان عام 1994، المرة الثانية كانت عام 2001 حتى عام 2006، وهي اطول مدة لرئيس وزراء ايطالي منذ الحرب العالمية الثانية، والثالثة من 2008 الى 2011، حيث تم اجباره الى تقديم استقالته من منصبه نتيجةً لإتهامه بالإستغلال الجنسي لفتيات قاصرات بإحدى فيلاته، وعرفت في الإعلام بفضيحة ال"بونجا بونجا".

ماذا فعل بيرلسكوني كرئيساً للميلان ؟

في اول موسم لبيرلسكوني نجح الميلان في انهاء الدوري في المركز الخامس، وتلقى هزيمة مذلة في كأس ايطاليا على يد فريق الدرجة الثانية بارما الذي كان تحت قيادة اريجو ساكي. وهو ما دفع بيرسكوني في ان يراهن على المدرب الذي لم يسبق له من قبل ان يدرب فريق في الدرجة الأولى من الدوري الإيطالي! ولكن، نجح رهان بيرلسكوني، حيث توالت النجاحات على يد ساكي وفاز بالدوري الإيطالي في اول موسم له في قيادة الميلان. في موسم 88/89 استقطب الميلان فرانك رايكارد ليكمل الثلاثي الهولندي الأسطوري بجانب رود خوليت وماركو فان باستن، بجانب خط دفاع يتكون من فرانكو باريزي، باولو مالديني، اليساندرو كوستاكورتا وماورو تيسوتي، نجح الميلان في ان يقتنص دوري ابطال اوروبا لأول مرة منذ 20 عام بعدما فاز بنتيجة 4-0 على ستيوا بوخاريست في النهائي. استمرت نجاحات الميلان تحت رئاسة بيرلسكوني حتى 2012، حيث بدأ الميلان في فقدان بريقه بعد الكثير من الصفقات الفاشلة والقرارات الخاطئة الذي ارتكبها بيرلسكوني وابرزها كان اقالة ماسيمليانو اليجري وتعيين مونتيلا في موسم 13/14. احتل الميلان مراكز الثامن، العاشر والسابع في اخر ثلاث مواسم لبيرلسكوني كرئيس للنادي قبل بيعه للمستثمرين الصينيين عام 2017.

فضائح وفساد وقضايا كثيرة !

كان بيرلسكوني متهم في اكثر من 20 قضية في المحاكم الإيطالية طوال رحلته السياسية. حيث كان هناك شبهات في تأسيس شركة "ميديا سيت" لأنها خرقت العديد من القواعد التي وضعتها الحكومة الإيطالية انذاك. وتم تبرئة بيرلسكوني من الإتهامات الموجهة له في فضيحة ال"بونجا بونجا". ولكن في 2012 تم القبض عليه بسبب التهرب الضريبي وحكم عليه بسنة من الخدمة الإجتماعية في ميلان وحظره من الترشح لأي منصب حكومي لمدة خمس سنوات. في 2013، تمت ادانة بيرلسكوني بممارسة الجنس مع فتاة قاصرة واستخدام نفوذه في التغطية على الواقعة، وتم الحكم عليه بالسجن لمدة سبع اعوام، ولكن تم تبرأته في 2014 من المحكمة الإيطالية. بحسب الصحفيين الايطاليين ماركو ترافاليو وانزو بياجي، بيرلسكوني دخل السياسة فقط ليحمي شركته من الإفلاس وليحصن نفسه من الخلافات التي ارتكبها في انشاء شركة "ميديا سيت". تحكم بيرلسكوني في الإعلام و الصحافة ووجه له الكثير من الانتقادات على ما كان يفعله خلال فترته كوزير من صحف خارج ايطاليا. بالتأكيد كان رئيساً ناجحاً للميلان ولكنه كان شخصية مليئة بالشبهات والمشاكل!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
logo
واتس كورة
wtkora.com