
أشعل النجم النرويجي إيرلينج هالاند الأضواء من جديد بعدما سجل خمسة أهداف في الانتصار التاريخي لمنتخب بلاده على مولدوفا بنتيجة 11-1 في تصفيات كأس العالم الأوروبية، ليصل رصيده إلى 48 هدفًا في 45 مباراة دولية فقط.
إنجاز غير مسبوق يضع مهاجم مانشستر سيتي في سباق مفتوح مع الأسطورة كريستيانو رونالدو على لقب الهداف التاريخي للمنتخبات، لكن الطريق نحو هذا الرقم لا يخلو من تحديات كبرى.
بات هالاند ثاني أكثر لاعب يسجل في مباراة واحدة بتصفيات أوروبا بعد النمساوي هانز كرانكل الذي سجل ستة أهداف في لقاء واحد. ومع معدل تهديف بلغ 1.19 هدف لكل 90 دقيقة، يتفوق هالاند بشكل واضح على رونالدو الذي يملك معدل 0.74 مع البرتغال.
هذه الأرقام تؤكد أن النرويجي بدأ مشواره الدولي بوتيرة أسرع من أيقونة ريال مدريد ومانشستر يونايتد السابق.
لكن المقارنة لا تكتمل إلا بالنظر إلى حجم الاستمرارية التي تميز بها رونالدو. فالبرتغالي سجل 133 هدفًا في 216 مباراة دولية، بينها 22 هدفًا في 52 مباراة ببطولات كبرى مثل كأس العالم وكأس أمم أوروبا. هذا الثبات أمام المنافسين الأقوياء هو ما يجعل رقم رونالدو أكثر صعوبة مما توحي به الأرقام الجافة.
في أول 30 مباراة له، سجل رونالدو 15 هدفًا وقدم 10 تمريرات حاسمة، إذ كان يلعب كجناح أكثر من كونه مهاجمًا صريحًا. على النقيض، أحرز هالاند 25 هدفًا وصنع 8 في نفس العدد من المباريات، ليحقق مجموع 33 مساهمة هجومية، وهو ما يوضح اختلاف طبيعة اللاعبين ويبرز حدة انطلاقة هالاند.
إذا استمر هالاند على معدله الحالي، فإنه يحتاج إلى 66 مباراة أخرى فقط لتجاوز رقم رونالدو، ما يعني نحو تسع سنوات من اللعب الدولي إذا واصلت النرويج خوض ثماني مباريات رسمية تقريبًا كل عام. غير أن هذا السيناريو يفترض حفاظه على معدل تهديفي خارق أمام جميع الخصوم، وهو أمر غير مضمون عند مواجهة منتخبات الصف الأول في بطولات كبرى.
حتى الآن لم يشارك هالاند مع النرويج في بطولة كبرى منذ بطولة أوروبا عام 2000، وهو ما يثير الشكوك حول مدى قدرته على التسجيل في المواعيد الصعبة. فإذا أراد كسر رقم رونالدو، فعليه أولًا قيادة منتخب بلاده للتأهل إلى نهائيات كأس العالم أو كأس أوروبا، وإثبات نفسه أمام المنتخبات العملاقة.
إحصائيًا، يملك هالاند فرصة ذهبية لكتابة اسمه في سجلات التاريخ وتجاوز رونالدو. لكن فعليًا، يتوقف الأمر على استمراريته، وحفاظه على معدله التهديفي، وقدرته على تسجيل الأهداف في البطولات الكبرى.
فالمقارنة بين نجم صاعد في منتصف العشرينيات وأسطورة صنعت مجدها عبر عقدين كاملين من الزمن تبقى مفتوحة.. وحده الزمن سيكشف ما إذا كان هالاند سيعتلي قمة التهديف الدولي، أم أن رقم رونالدو سيظل صامدًا كإرث خالد في كرة القدم العالمية.