
قال المدرب الأسطوري السير أليكس فيرجسون ذات يوم: "العمل الجاد يتغلب دائمًا على الموهبة الطبيعية عندما لا تبذل الموهبة الطبيعية جهدًا كافيًا". وبالفعل، قد يولد اللاعب بموهبة نادرة، لكنه إن لم يحترمها ويصقلها بالاجتهاد والانضباط، ستتلاشى، وتتحوّل من حلم جماهيري إلى حسرة تاريخية.
وفي كرة القدم، هناك أسماء كثيرة كان يُنتظر منها المجد، لكن سارت مسيرتها في اتجاه آخر. إليكم قائمة بأكثر 10 لاعبين امتلكوا إمكانيات هائلة، لكنهم لم يحققوا ما كان متوقعًا منهم.
وريث عرش رونالدو نازاريو، مهاجم لا يُردّ له تسديد، يمتلك القوة والمهارة والسرعة. لكنه في سن الـ22 فقد والده، ففقد توازنه. دخل في دوامة اكتئاب وإدمان، وأصبح وزنه عائقًا بدلًا من قوته. اعتبره زميله زانيتي "أكبر هزيمة في مسيرته"، بعدما تحوّل من أسطورة منتظرة إلى اسم نادم عليه الجميع.
في مانشستر يونايتد، كان المدرب فيرغسون يصفه بأنه "أكثر موهبة من واين روني وبول بوغبا في سنه". لكن الشخصية الغريبة والقرارات غير المنضبطة أجهضت مسيرته. لم يلعب سوى ثلاث مباريات مع يونايتد، ويتنقل الآن بين الأندية الصغيرة، بعد أن كان مشروع نجم إنجلترا القادم.
بالوتيلي امتلك كل شيء: القوة، المهارة، الحضور. لكنه اختار أن يكون نجم العناوين الطريفة لا البطولات. من إلقاء الأسهم النارية في بيته إلى ارتداء قمصان مكتوب عليها "Why Always Me?"، بدا أن الالتزام آخر أولوياته. رغم أنه فاز بالدوري الإنجليزي ودوري الأبطال، إلا أنه كان يمكن أن يصبح أسطورة، لا حالة جدل.
ديلي آلي كان نجمًا صاعدًا بسرعة الصاروخ، لكنه سرعان ما اختفى. لاحقًا، كشف عن طفولة صعبة وتجارب مؤلمة أثرت عليه نفسيًا. موهبته كانت واضحة، لكن الأزمات التي حملها داخله أثقلت خطواته. ومع أنه لم يحقق ألقابًا كبيرة، إلا أنه ترك أثرًا عاطفيًا في جماهير توتنهام والمنتخب.
المغربي تاعرابت كان من النوع الذي تُحب مشاهدته حتى لو لم يكن يسجل. تألق في كوينز بارك رينجرز، وقدّم لقطات ساحرة، لكنه لم يثبت نفسه في أندية كبيرة مثل ميلان أو بنفيكا. مدربه نيل وارنوك قال مرة إن اللاعبين كانوا يُغرَّمون إذا مرروا له الكرة! موهبة خرافية بلا مسار واضح.
قدم إلى تشيلسي من بارما مقابل 17 مليون جنيه إسترليني، وسجل بداية رائعة. لكنه سرعان ما سقط في فضيحة كوكايين، أدت إلى فسخ عقده وإيقافه. ورغم عودته لاحقًا للعب في إيطاليا، إلا أن موهبته الكبيرة لم تكتمل أبدًا، وخسر الكثير من احترام الجماهير.
حين لعب لريال مدريد، كانت الآمال كبيرة عليه. لكن كاسانو غرق في حياة اللهو، وتعرض لعقوبات كثيرة بسبب زيادة وزنه. ورغم موهبته التي كانت واضحة للجميع، إلا أن أسلوب حياته كان عائقًا أمام الاستمرار في المستوى العالي. انتهت مسيرته دون ترك بصمة كبيرة في أوروبا.
حين سيطر على خط وسط برشلونة بعمر 19 سنة، ظن كثيرون أنه سيكون قائد أرسنال والمنتخب لسنوات. لكن الإصابات المتكررة دمّرت مسيرته. كشف لاحقًا أن إحدى إصاباته كانت تهدد قدرته على المشي. اعتزل اللعب مبكرًا وأصبح مدربًا للشباب، لكنه سيبقى في ذاكرة الجمهور كلاعب واعد لم تكتمل مسيرته.
أصغر من لعب في الدوري الأمريكي، وأحد أبرز المواهب الأمريكية على الإطلاق. كانت التوقعات أن يقود منتخب بلاده في كأس العالم، لكنه لم يرقَ لمستوى الضجيج الإعلامي. لعب في أوروبا لكن دون نجاح، واعتزل في سن 31. ربما كانت المشكلة أن سقف التوقعات كان خياليًا منذ البداية.
امتلك مهارات كبيرة وانضم إلى ريال مدريد، لكن سلوكه داخل وخارج الملعب كان غريبًا. تيم هوارد، زميله في إيفرتون، قال إنه كان يأتي إلى التدريبات برولز رويس ويدخل الملعب دون رباط حذاء، بل ويذهب إلى الملعب ليلاً مع أصدقائه في "جاكوزي"! موهبة ضائعة بسبب عدم الجدية.