

تعيش كرة القدم المصرية خلال الأيام الأخيرة على وقع واحدة من أكبر أزماتها، بعد صدور قرار محكمة التحكيم الرياضية CAS بإيقاف رمضان صبحي، لاعب بيراميدز، لمدة أربع سنوات على خلفية انتهاك لوائح المنشطات، إلى جانب احتجازه على ذمة قضية تزوير مستندات امتحانية، في انتظار حكم نهائي نهاية ديسمبر المقبل.
القرار لم يهز الوسط الرياضي فقط، بل أعاد إلى الواجهة سؤالًا أكبر: كيف تتحول موهبة صاعدة إلى قصة سقوط كاملة؟
أزمة رمضان صبحي ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة. فالعالم الكروي شهد عبر تاريخه لاعبين امتلكوا قدرات استثنائية، ومسارًا مفتوحًا نحو المجد، قبل أن يتصدع كل شيء تحت تأثير الإدمان، الانضباط الضعيف، القرارات الخاطئة، أو أزمات قانونية قاتلة.
وفي هذا التقرير، نستعرض أبرز 10 نجوم عالميين دمروا موهبتهم، ثم تعود لقراءة ما يحدث مع رمضان صبحي اليوم في سياق أوسع.
كان أدريانو مشروع مهاجم تاريخي لإنتر ميلان والبرازيل، قبل أن يسقط في دوامة اكتئاب وإدمان بعد وفاة والده. غاب عن التدريب، فقد انضباطه، ومعه فقد مسيرته بالكامل. لم ينجح أحد في إنقاذه من نفسه، فاختفت أسطورته سريعًا رغم موهبة استثنائية.
من أفضل لاعبي جيله، إن لم يكن أفضلهم. لكن نمط حياته غير المنضبط، وقضية دخوله باراغواي بجواز سفر مزور، أطفآ بريقه مبكرًا. موهبته لا تزال أيقونة، لكن سيرته أصبحت درسًا في أن الموهبة لا تنجو وحدها.
أحد ألمع المواهب البريطانية، وصاحب بصمة كبيرة في كأس العالم 1990. سقوطه جاء مدوّيًا: إدمان كحول، نوبات اكتئاب، اعتقالات، ونهاية مسيرة كانت تستحق مكانًا بين الأساطير.
«لماذا دائمًا أنا؟» بهذا السؤال لخّص بالوتيلي حياته المهنية. مشكلات انضباطية، شجارات، وتمرد داخل الأندية، جعلت منه الرجل الذي كان يستطيع أن يصبح أسطورة… ولم يفعل.
قالها صراحة: «أنا أحب الأكل أكثر من كرة القدم». رغم موهبته الخالصة، قضت خلافاته، وزنه الزائد، ومزاجيته على مسيرة كانت مرشحة لأن تكون تاريخية.
وُصف يومًا بأنه مستقبل فرنسا، لكنه لم يستطع السير في الطريق. خلافات مع المدربين، اتهامات بالأنانية، وضياع كامل لانضباطه الفني، أنهى مسيرة كانت أكبر من نتائجها بكثير.
أليكس فيرغسون وصفه بأنه «أكثر موهبة من مرّت على أكاديمية يونايتد». لكن سلوكياته خارج الملعب، وقضاياه المتكررة، أنهت كل وعود المستقبل مبكرًا.
لم يعانِ لاعب موهوب في ميلان مثل باتو. إصابات عضلية متلاحقة، اختيارات انتقال غير موفقة، وغياب الثقة… فاختفى مشروع المهاجم الأسطوري.
امتلك كل شيء: مهارة، سرعة، ونجمية. لكن تهم الاعتداء الجنسي التي أدين فيها في إيطاليا دمّرت مسيرته وأنهت وجوده في الملاعب.
أحد نجوم إنجلترا المميزين في سنوات توتنهام الذهبية. ثم اختفى فجأة. لاحقًا كشف سرّ السقوط: صدمات طفولة، إدمان حبوب منوّمة، ومعاناة نفسية عميقة.
في هذا السياق، يظهر ملف رمضان صبحي بوصفه إنذارًا جديدًا لكرة القدم العربية. الإيقاف لأربع سنوات، إضافة إلى أزمة التزوير، يهددان مسيرته بالكامل؛ إذ يأتي ذلك في عمر يفترض أن يكون قمة عطائه.
القرارات القضائية والرياضية التي تنتظره ستحدد إن كانت مسيرته ستتوقّف، أم سيعود لاحقًا، لكن المؤكد أن الأزمة تقع في منتصف الطريق بين «موهبة كبيرة» و«خطر ضياع كامل».
تكشف التجارب العشر السابقة أن السقوط لا يميز بين لاعب عالمي ولا محلي؛ فالمشاكل الشخصية، والانضباط، والاختيارات، والضغوط، كلها عوامل قادرة على هدم أعظم المواهب.
أزمة رمضان صبحي اليوم ليست مجرد قضية منشطات أو تزوير، بل اختبار حقيقي لقدرة اللاعب على تجاوز اللحظة الفاصلة بين أن يصبح «حكاية ضائعة» وإعادة كتابة مساره.