لم يكن صعود البرازيلي "رافينيا" إلى القمة في عالم كرة القدم مجرد رحلة عادية، بل قصة ملهمة مليئة بالتحديات، والعزيمة، والطقوس الخاصة التي جعلت منه لاعبًا مميزًا يختلف عن الآخرين.
من قيادة فريق ليدز يونايتد للبقاء في الدوري الإنجليزي في اللحظات الأخيرة، إلى تحطيم دفاعات أعرق فرق أوروبا مع برشلونة في دوري أبطال أوروبا، أثبت رافينيا أنه لاعب لا يقتصر تميزه على أهدافه وتمريراته، بل يمتد إلى فلسفة حياته وروحه الإيمانية التي تجلت في طقوسه الفريدة بعد كل إنجاز.
بدأ رافينيا مشواره في عالم كرة القدم مع نادي فيتوريا غيمارايش البرتغالي بين عامي 2016 و2018، حيث شارك في 65 مباراة وسجل 19 هدفًا، محققًا حضورًا ملفتًا مهد الطريق نحو الدوريات الأوروبية الكبرى.
انتقل بعدها إلى نادي سبورتينغ لشبونة موسم 2018-2019، وسجل 6 أهداف في 28 مباراة، ثم إلى رين الفرنسي في موسم 2019-2020، حيث حافظ على نفس معدل التهديف (6 أهداف في 28 مباراة).
لكن نقطة التحول الحقيقية جاءت مع انضمامه إلى نادي ليدز يونايتد الإنجليزي (2020-2022)، حيث لعب 65 مباراة وسجل 17 هدفًا، وكان له دور كبير في إنقاذ الفريق من الهبوط في الموسم الأخير، في لحظات درامية لا تنسى من تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
في صيف 2022، انضم رافينيا إلى برشلونة الإسباني في صفقة ضخمة جعلته أحد أغلى اللاعبين الذين ضمهم النادي الكتالوني على الإطلاق. منذ انضمامه وحتى الآن، شارك في 98 مباراة وسجل 31 هدفًا، مساهماً بقوة في تحقيق برشلونة لثلاثية محلية لا تُنسى خلال موسم 2024/25.
خلافًا للاحتفالات التقليدية التي يشاهدها المشجعون في كرة القدم، تألق رافينيا بطقوسه الخاصة بعد تحقيق النجاحات. ففي كل مرة يرفع فيها الكأس، يُشاهد اللاعب وهو يزحف تدريجيًا عبر أرضية الملعب على ركبتيه، معبرًا عن شكره لله على تحقيق الأماني.
هذه الطقوس لم تكن جديدة على الجماهير، فقد سبق ورآه المشجعون يفعلها مع ليدز حين احتفل بفوز الفريق في اللحظات الحاسمة لتجنب الهبوط عام 2022. كما كرر هذا الفعل مع برشلونة بعد تتويج الفريق بلقب الدوري الإسباني موسم 2022/23، حيث زحف عبر الملعب مع لف علم بلاده حول كتفيه.
وبحسب تقارير إعلامية مثل قناة ITV، يُعتبر هذا الفعل تعبيرًا عن الامتنان والوفاء لله، وهو تقليد شائع في أمريكا الجنوبية، يعكس الإيمان العميق والروحانية التي يحملها اللاعب في داخله.
في مقابلة مع صحيفة "ماركا" بعد انتقاله إلى برشلونة، أكد رافينيا أنه سيستمر في الحفاظ على هذه الطقوس، معبراً عن ارتباطه الروحي بهذا التقليد.
قال:"سأفعل ذلك مرة أخرى، كما فعلت مع ليدز، سأمشي في ملعب كامب نو على ركبتي، أو أينما كان."
تعكس هذه الكلمات إصراره على النجاح والوفاء بوعوده مهما كانت الظروف، مما يجعل طقوسه ليست مجرد احتفال بل تعبير عن شخصية تحمل التفاني والإخلاص.
