
في واحدة من أكثر المواجهات المرتقبة في دور الـ16 من كأس العالم للأندية 2025، يلتقي ريال مدريد الإسباني بخصمه التاريخي يوفنتوس الإيطالي على ملعب "هارد روك" في مدينة ميامي الأمريكية، مساء الثلاثاء المقبل.
وبينما تُسلَّط الأضواء على النجوم والمدربين، فإن هذا اللقاء يُعد إعادة إحياء لواحدة من أعرق الخصومات الأوروبية التي طالما ارتبطت بالإثارة والتكتيك والندية المطلقة.
تقابل ريال مدريد ويوفنتوس في 21 مباراة رسمية حتى الآن، وجاءت النتائج متقاربة، وإن مالت كفة الانتصارات لصالح الفريق الملكي:
فاز ريال مدريد في 11 مواجهة
فاز يوفنتوس في 8 مباريات
تعادلا في مباراتين
سجل لاعبو الريال 29 هدفًا، بينما أحرز لاعبو يوفنتوس 26 هدفًا، ما يعكس حجم التوازن والندية بين الفريقين رغم تفوق الريال العددي.
لا يمكن الحديث عن مواجهات الفريقين دون التوقف عند بعض المحطات المفصلية:
نهائي دوري أبطال أوروبا 1998: ريال مدريد حسم اللقاء بهدف نظيف سجله بريدراج مياتوفيتش، ليحقق لقبه الأوروبي السابع بعد غياب دام أكثر من ثلاثة عقود.
نهائي دوري الأبطال 2017 في كارديف: الريال قدّم واحدة من أفضل مبارياته في العصر الحديث، واكتسح يوفنتوس بنتيجة 4-1 بقيادة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي سجل هدفين وأصبح لاحقًا الهداف التاريخي لهذه المواجهات بـ10 أهداف، جميعها بقميص الريال.
نصف نهائي 2015: تمكن يوفنتوس من إقصاء ريال مدريد بعد فوز في تورينو وتعادل في مدريد، في واحدة من أبرز مفاجآت البطولة.
على صعيد القيادة الفنية، يُشرف تشابي ألونسو على تدريب ريال مدريد، حيث فرض أسلوبًا متوازنًا يجمع بين الصلابة الدفاعية وسرعة التحول، بينما يقود يوفنتوس مدرب يحاول إعادة صياغة هوية "السيدة العجوز" بعد سنوات من التراجع الأوروبي هو إيجور تودور الذي يحلم بالوصول للنهائي العالمي.
المواجهة تمثّل صراع أجيال بين مدربين يطمحان للهيمنة القارية، وجيل من اللاعبين يسعى لصنع أمجاده في بطولات العالم، وليس فقط على الصعيد الأوروبي.
الفائز من هذه المواجهة سيتأهل إلى ربع النهائي، لكن قيمة المباراة تتجاوز بطاقة التأهل. إنها مواجهة بين فريقين حملا معًا 20 لقبًا أوروبيًا، وجذبا عبر عقود نخبة نجوم اللعبة من بلاتيني ودي ستيفانو، إلى رونالدو وبوفون.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل يؤكد ريال مدريد هيمنته التاريخية؟ أم ينجح يوفنتوس في رد الدين وتفجير المفاجأة في ميامي؟