
لطالما كانت البطاقات الصفراء والحمراء من الأدوات الأساسية التي يستخدمها الحكام للحفاظ على النظام في مباريات كرة القدم. لكن في عام 2023، شهد عالم الساحرة المستديرة لحظة تاريخية عندما ظهرت البطاقة البيضاء لأول مرة خلال مباراة جمعت الغريمين البرتغاليين سبورتينغ لشبونة وبنفيكا في كرة القدم النسائية.
هذه البطاقة لم تكن للعقاب أو الإنذار، بل جاءت لتكريم الروح الرياضية واللعب النظيف، مما أثار الكثير من الجدل والتساؤلات حول إمكانية تبنيها عالميًا في المستقبل.
كانت المباراة تسير بشكل طبيعي عندما أبلغ عن حالة مرضية مفاجئة لأحد اللاعبين الجالسين على مقاعد البدلاء، ما دفع الطاقم الطبي لكلا الفريقين إلى التدخل السريع لإنقاذ الموقف. بعد انتهاء الحادثة، أخرج الحكم البطاقة البيضاء في إشارة إلى تقدير هذا التصرف الإنساني النبيل، وسط تصفيق وتشجيع الجماهير في ملعب دا لوز.
على عكس البطاقات التقليدية، التي تُستخدم لمعاقبة اللاعبين على الأخطاء والتجاوزات، جاءت البطاقة البيضاء كإجراء تشجيعي يهدف إلى مكافأة التصرفات الإيجابية داخل الملعب، سواء من قبل اللاعبين، الطواقم الفنية، أو حتى الجماهير. أطلق الاتحاد البرتغالي لكرة القدم هذه المبادرة ضمن خطة وطنية لتعزيز الأخلاقيات في الرياضة، على أمل أن تشجع مزيدًا من السلوكيات النبيلة بين الفرق والمشجعين.
ورغم مرور أكثر من عامين على استخدامها الأول، لم تصبح البطاقة البيضاء بعدُ عنصرًا شائعًا في قوانين اللعبة الدولية. ورغم اعتمادها في البطولات المحلية بالبرتغال، إلا أن مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) لم يدرجها رسميًا في قوانين اللعبة حتى الآن. ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سنرى يومًا ما البطاقة البيضاء تُستخدم عالميًا كما هو الحال مع البطاقات الصفراء والحمراء؟